كتب : مختار حسنين.
هو الملك ” نارمر ” أو ” نعرمر ” أو ” مينا ” فرعون مصر القديمة ، من عصر الأسرات المبكر حوالى القرن ( 31 ) قبل الميلاد .
ويظهر فى بعض كتابات مصر القديمة بإسم ” مينى ” وتعنى باللغة المصرية القديمة “يؤسس أو يشيد ” ، فكر الملك مينا فى إختيار موقعاً يتوسط مملكتا الشمال والجنوب لكى يستطيع أن يحكم منها مصر ، فقام بإنشاء قلعة محاطة بسور أبيض وأسماها
” من نفر” ( الميناء الجميل والجدار الأبيض ) والذى مازال جزء منه موجوداً حتى الآن ، وقد كانت ” من نفر” عاصمة مصر القديمة ثم أسموها الإغريق بعد ذلك ” ممفيس ” أو ” طريق الكباش ” ثم أطلق عليها العرب عند فتح مصر ” منف ” وهى الآن منطقة ” ميت رهينة ” التابعة لمركز البدرشين ، مع إعتقاد البعض أن مينا موحد القطرين بين مصر العليا ومصر السفلى على حد سواء منذ أن تم اكتشاف لوحته على يد مكتشفها ( جيمز إدوارد ) عام 1988 فى ” هيراكونبوليس” والتى يعرض ” نارمر ” بشعار مصر العليا والسفلى ، وفى عام 1993 اكتشف ” غونتر دراير ” فى ” أبيدوس”
علامة سنة ” نارمر ” تصور نفس الحدث على اللوحة الأولى تمثل حدثاً فعلياً لدى علماء المصريات أن ” نارمر “هو ” مينا ” لكنها ليست شمولية بأية حال ، واعتقد بعض علماء المصريات أن ” مينا ” هو نفسه ” حور عحا ” وأنه ورث بالفعل موحد مصر ” نارمر ” وآخرون يرون أنه بدء عملية التوحيد ولكن إما لم ينجح أو أنه نجح بالفعل وترك لمينا إكمالها ، وبينت الحجج أن نارمر هو مينا بسبب ظهوره على ختم طينى وجد فى أبيدوس بالتزامن مع طاولة ألعاب هيروغليفية والتى تبدوا على أن هناك ملك اسطورى ، ونظرية أخرى محتملة هى أن نارمر كان الفرعون الذى تبع مباشرةً الفرعون الذى لم يتمكن من توحيد مصر وربما يكون ” الملك العقرب ” الذى عثر على إسمه بمقمعة اكتشف أيضاً فى ” هيراكونبوليس ” ، وفى مقبرتين طينيتين تدرج قائمة الملوك التى عثر عليها مؤخراً فى مقابر ” دن وقاع ” كلاهما فى أبيدوس تظهر ” نارمر ” بأنه مؤسس الأسرة الأولى ثم تبعه ” حور عحا ” يظهر فى ختم قاع جميع الفراعنة الثمانية من الأسرة الأولى بتسلسل صحيح بداية من ” نارمر ” ، ولم يرد ذكر ” مينا ” على أى قائمة ملوك لأنه فى ذلك الوقت كان الإسم المستخدم عادة على الآثار إسم ” حورس ” بينما كان مينا إسم شخصى .
ويعتقد أن زوجته ” نبت حوتب ” أميرة من مصر السفلى ، تم العثور على نقوش تحمل إسمها فى مقابر ” حور عحا ” مايعنى أنها كانت والدة ” حور عحا ” .
تتكون مقبرة نارمر من حجرتين بمنطقة أم العقاب بأبيدوس ، تقع بالقرب من الفرعون الذى سبقه “كا” ، تم العثور على 12 موقعاً يضم آثار الملك ” نارمر ” توجد منها ثلاثة فى مصر العليا ” نقادة وأبيدوس وهيراكونبوليس ” وسبعة بمصر السفلى ” منشية أبو عمر وتل إبراهيم عواد وطرخان وزاوية العريان وحلوان وطرة وكفر حسن داوود ” وواحدة فى كل من الصحراء الشرقية ” وادى القاش ” ، والصحراء الغربية ” وادى الخارجة ” .
كان فى عهده لمصر وجوداً إقتصادياً نشطاً فى جنوب كنعان ، تم اكتشاف شقف فخارى فى عديد من المواقع سواء كان من الاوانى المصنوعة فى مصر واستوردت إلى كنعان وغيرها التى صنعت على الطراز المصرى ، وتم توضيح الوجود المصرى فى كنعان كنتيجة لغزو عسكرى .
وخلال صيف عام 1994 اكتشفت بعثة حفريات ب ” نحال طيلاه ” جنوب إسرائيل شقف سيراميك منقوش عليها علامة سيريخ تعود للملك ” نارمر ” تم العثور على شقف علي منصة دائرية كبيرة ، وربما أسس صومعة تخزين على شرفة حيفا تعود إلى حوالى 3000 قبل الميلاد أستنتجت دراسات أجريت على الشقف أنها جزء من جرة النبيذ التى تم إستيرادها من وادى النيل إلى أرض كنعان والتى بلغت ذروتها خلال عهد ” نارمر ” .
موضح بالصور ” لوحة نارمر ” التى تظهر ذكرى إنتصارات الملك بتاج الصعيد الأبيض وهو يقوم بقمع عدوا من الشمال ، ومن خلفه حامل نعليه ، ومنقوش داخل السرخ الإسم الملكى له بعلامتين هيروغليفتين وهما ” سمكة القرموط ” ونطقها ” نعر ” والأزميل نطقه ” مر ” ، كما يحيط بالسرخ رأسا إمرأتين لكل منهما أذنا بقرة تمثلان الربة ” حتحور “، وفى الجزء السفلى للوحة يظهر عدوين شماليين أخريان يلوذان بالفرار من الملك .
وفى الوجه الآخر العلوى صورة الملك بالتاج الأحمر ، والذى يرمز لمصر السفلى ، ومن خلفه حامل نعليه ، وخمسة أشخاص ، أحدهم يرجع أنه وزير الملك ، أما الأربعة أفراد لعلهم يكونوا حملة ألوية أقاليم مصر .
[أعزائنا القراء سوف نواصل مع حضراتكم بحلقات عن الشخصيات المصرية القديمة والحديثة لمعرفة رواد وملوك وعظماء أنجبتهم مصر ] وإلى اللقاء فى حلقة قادمة وشخصية مصرية أخرى . .
